رداً على قوم غير راضين بشفاعة العذراء

رداً على قوم غير راضين بشفاعة العذراء
العذراء أعلى من الأنبياء

العذراء مريم (ام الله) هي شفيعة العالم، الطالبة من ابنها الخلاص للشعب المسيحي. وبالأخص الشعب الأزخي المبارك الذي ذاق ولمس وشاهد واحس بحنان الام الحنونة التي خلصته من الهلاك أيام الفرمان في تركيا.

وبعد هذه الاحاسيس والشواهد يأتي البعض ليشكك بمصداقية شفاعتها وقداستها؟ فها إني أعطي بعض الشواهد على مكانة العذراء مريم ام النور والخلاص وبعض الرموز التي جاء بها الكتاب المقدس (العهد القديم)وبما تشبهت، وذكرهاعلى خلاف الذين يقولون انها لم تذكر في الكتاب المقدس نقول:

( فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها . وامتلأت
اليصابات من الروح القدس وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك فمن اين لي هذا ان تأتي ام ربي اليّ .فهوذا حين صار صوت سلامك في اذنيّ ارتكض الجنين بابتهاج في بطني فطوبى للتي آمنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلّصي لانه نظر الى اتضاع امته . فهوذا منذ الآن جميع الاجيال تطوبني لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه صنع قوة بذراعه . شتّت المستكبرين بفكر قلوبهم أنزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة كما كلم آباءنا . لابراهيم ونسله الى الابد. (لوقا 1: 44 ـ55)

اللاهوت الكنسي: ترتفع العذراء في درجة قربها من الله ، وبالتالي قداستها وشفاعتها ، أكثر من الأنبياء لأن سرّ العذراء القديسة مريم أعلى من موهبة النبوة.
الأنبياء قبلوا الروح القدس في الذهن والفم لينطقوا بكلام الله إلى فترة زمنية حسب مقاصد الله ، أما العذراء فقبلت أن الروح القدس يتحد بكل كيانها حتى يستطيع كلمة الله أن يأخذ من لحمها ودمها جسداً له. الأنبياء كانوا آنية حملت الكلمة الإلهية إلى حين ، ثم فارقتهم ، فرجعوا كما كانوا غرباء عن كلمة الحياة ؛ أما العذراء فقد ارتبطت بـ "كلمة الله" كأم بقدر ما ارتبط " كلمة الله" بالعذراء كابن لها بالجسد ، فالعذراء ما تزال إلى الأبد حاملة صلة الأمومة لابن الله الكلمة المتجسد ، بقدر ما أصبح وما دام ابن الله حاملاً للقب ابن الإنسان .

العذراء نبية: إن البرهان على صحة عقيدة الكنيسة بأن العذراء أعلى من الأنبياء هو أن تكون العذراء أولاً نبيه ، وثانياً تأتي بنبوة أعلى مما أتى به الأنبياء !!!

من جهة المنطق ، لم يكن ممكناً أن تحمل العذراء بيسوع (كلمة الله)، وتبقى بدون نبوة ، بل بمجرد أن حل كلمة الله في أحشاء الدائمة البتولية ، امتلأت ببهجة الخلاص وفتحت فاها مسبحة باسم الله القدوس ونطقت بعظائم الله، فقالت مريم: (تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلى اتضاع أمته. فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني. لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس) هذه تسبحة نبوية ذات استعلان نبوي فائق ، تمتد تغطيتها الزمنية إلى كل الدهور ، وقد تحققت من يوم نطقت بها العذراء مريم الدائمة البتولية إلى اليوم بل وستستمر إلى كل الأجيال .

ولم نسمع قط على مر التاريخ كله أن نبياً يقول (جميع الأجيال تطوبني لأن القدير صنع بي عظائم)، بل على النقيض نسمع إشعياء عظيم الأنبياء يقول: " ويل لي، إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين " (إش6: 5) بل لم يجرؤ أي نبي يقول( جميع الأجيال تطوبني.

العذراء القديسة مريم البتول ، بقولها العجيب هذا تكشف مرة واحدة عن حالة انتساب وقُربَى لله فائقة على كل المستويات البشرية ، فهي تعلن بوضوح وعمق الاتضاع وبكل جرأة من أحب الله بصدق وأصالة وبكل أمانة ، أن القدير منحها حالة مجد دائم على الأرض وفي السماء عند انتقالها

حقيقي أن كل إنسان يمكن أن يتمجد من الله جزاء سلوك معين أو لحبه الحلو وصدق إيمانه بالله أو بطاعته لله بكل صدق القلب ، ولكن أن يوهب الإنسان أن جميع الأجيال تمجده في كل العصور ، أي بصورة دائمة ، لا كجزاء عن عمل صنعه أو سلوك أكمله بل عن استحقاق فائق من الله بسبب عظائم صنعها به الله ، فهذا شيء لم يُسمع به في دائرة تاريخ الإنسان على الإطلاق .

طلب العذاء مريم:

نقرء في الكتاب في عرس قانا الجليل عرض مريم على يسوع مساعدة اهل العرس،ونقارنه مع طلب المرأة الكنعانية التي التي طلبت الشفاء لابنتها. حيث قال يسوع: (ليس حسًنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب" إنها استمرت في الإ لحاح والتوسل والطلب. ولكن في عرس قانا الجليل نلاحظ أنها لم تطلب ولكنها عرضت الأمر أمام ابنها قائلة "قالت أم يسوع ليس لهم خمرا..." عندما قال لها "مالي ولك يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد"بمعنى آخر (نعم يا امي ولكن لم تحن ساعتي يجب ان يدركو ويتنبهو المدعوون وبعدا ليكن كلامك) لم تكرر الطلب كالكنعانية ولكنها قالت للخدام "مهما قال لكم فافعلوه".

الوصاية بالعذراء مريم:ذكر الكتاب المقدس في حادثة الصلب عن السيد المسيح قوله(فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال أمه ياامرأة هوذا ابنك. ثم قال للتلميذ هوذا امك. ومن تلك الساعة اخذها التلميذ إلى خاصته) وكما ورد ذكرها في سفر أعمال الرسل ورمز لها في سفر الرؤيا.

بعض إ خوتنا الأحباء يقولون نحن نطوب العذراء فقط ولكن لا نؤمن بشفاعتها بل يقولون إننا بدل أن نكرم العذراء ينبغي أن نعطي التكريم كله لابن والرد على ذلك أننا عندما نكرم أم أي إنسان فنحن بالحقيقة نكرم هذا الإنسان، ونقول لهم إن الذي لا يكرم الأم العذراء فهو يسيء إلى ابنها الذي دفعها بالروح القدس أن تقول "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني" ويشيع بعض الغربيين أن العذراء مريم عبارة عن صندوق به جوهرة أخذنا الجوهرة فما قيمة الصندوق؟

وهذا قول شيطاني لأ ن العذراء لم تكن مجرد إناء(حاشا)، ولكن الرب يسوع أخذ منها جسدا ودما ورضع من لبنها فجسده من جسدها فهي مقدسة وليست مجرد إناء خارجي.

رموز عن العذراء مريم في العهد القديم:

1ـ في شكل ملكة يقول يقول المزمور "قامت الملكة عن يمين الملك" نرددها في صلاتنا اليومية بالسريانية نقول (بث ملكو بشوبحو قومات) وكما رآها داود النبي أنها تحيط بنا عندما نضطجع "فأجنحة حمامة مغشاة بفضة وريشها بصفرة الذهب " (مز13).
2ـ عن دائمة البتولية فتحدث عنها حزقيال النبي قائلا "فقال لي الرب هذا الباب يكون مغلًقا لايفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلًقا" (حز 44 :1ـ2)
3ـ رآها سليمان في سفر النشيد فقال "هن ستون ملكة وثمانون سرية وعذارى بلا عدد . واحدة حمامتي كاملتي"( نش 6)
4ـ رمز لها بالمنارة الذهبية التي يخرج منها النور كما خرج منها النور الحقيقي الذي يضئ العالم.
5ـ شبهت العذراء أيضاً بسلم يعقوب: ذلك السلم الذي كانت واصلة بين الأرض والسماء )تك 28 :12( وهذا رمز للعذراء التي بولادتها للمسيح، أوصلت سكان الأرض إلى السماء. وقد لقبت 6ـ لقبت بالعروس لأنها العروس الحقيقية لرب المجد يذكر المزمور "اسمعي يا ابنتي وانظري، وأميلي أذنك، وانسي شعبك وبيت أبيك. فإن الملك قد اشتهى حسنك، لأنه هو ربك وله تسجدين" (مز 84).
7ـ لقبت بالحمامة الحسنة متذكرين الحمامة الحسنة التي حملت لأبينا نوح غصناً من الزيتون، رمزاً للسلام، تحمل إليه.
8ـ تشبهت العذراء أيضاً بقسط المن لأن المن كان رمزاً للسيد المسيح، باعتباره الخبز الحي الذي نزل من السماء، كل من يأكله يحيا به، أو هو أيضاً خبز الحياة (يو 6 : 32 ، 48 ، 49). ومادام السيد المسيح يشبه بالمن، فيمكن إذن تشبيه العذراء بقسط المن، الذي حمل هذا الخبز السماوي داخله..
9ـ رمز للعذراء أيضاً بعصا هرون التي أفرخت أي أزهرت وحملت براعم الحياة بمعجزة (عد17 : مع أن العصا أصلاً لا حياة فيها يمكن أن تفرخ زهراً وثمراً. وذلك يرمز إلى بتولية العذراء التي ما كان ممكناً أن تفرخ أي تنتج نسلاً. إنما ولدت بمعجزة.
10ـ خيمة الاجتماع (قبة موسى) كان يحل فيها الرب، والعذراء حل فيها الرب. وفي الأمرين أظهر الله محبته لشعبه. وهكذا نقول "القبة التي صنعها موسى على جبل سيناء، شبهوك بها يا مريم العذراء .. التي الله داخلها".
وغيرها وغيرها وغيرها من الرموز ......الخ.

ذكر العذراء مريم:
ما اكثر الآباء القديسين الذين تكلموا عن العذراء القديسة مريم وعن فضائلها التى لاتحصى.

لقد تكلم عنها القديسون اغناطيوس النوراني اسقف انطاكية ومارافرام السريانى واكليمنضس الاسكندرى وأثناسيوس وغريغوريوس اسقف نيصص وكيرلس الاسكندرى ومقاريوس الكبير ويعقوب السروجى ويوحنا الدمشقى ويوحنا ذهبى الفم والعلامة اوريجانوس وغيرهم كثيرون. وقالو فيها نصوصاً واشعارا وكتباً ونثراً وإلخ ...

اقدم فقط ماقاله القديس مار افرام: نقلا عن السريانية(جاء كلمة الآب من حضن الآب، وفى حضن اخر لابساً جسدا، جاء من حضن الى حضن، امتلأ الحضنان النقيان به، مبارك هو هذا الذى يسكن فينا .
وايضاًً في الصلاة: حملت مريم النار فى يديها، واحتضنت اللهيب بين ذراعيها،اعطت للهيب صدرها لكى يرضع، وقدمت لبنها لذاك الذى يقوت الجميع، من يستطع ان يخبر عنها .
ونحن السريان الارثوذكس نذكر العذراء مريم في صلواتنا صباح و مساء ومن له مرجعية شماسية يعرف ذلك. كما يتم ذكرها في القداديس والتبدينيات وكل مساء وبعد كل نردد صلاة (السلام عليك يامريم)طبعا بالسريانية (شلوم ليخ بتولتو مريام)
يتبع..............

بقلم الشماس جون مقصو [/color][/color]

[بالحقيقة شكرا جزيلا على هذه الموضوع اللاهوتي الرائع الذي كتيه الأخ الشماس جون مقصو الذي يرد على بعض الأقوام الذين لا يؤمنون بشفاعة العذراء و القديسين و النقطة التى عجبتني الشواهد و الأدلة من العهد القديم