محبة الاَب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
محبة الاَب
محبة الآب
ربما وحدهم الأطفال يسألون من خلق الله؟ ومن أين أتى؟ وأين كان قبل أن يكون؟ وربما الكبار يفكرون بكل هذا ولكنهم لا يسألون. لكن الكبار والصغار في هذه الاسئلة سيان، كلاهما في مرحلة معينة يقبل واقع انه لا يمكننا ابداً ان نكبر الى الحد المطلوب لفهم الجواب حين يوجد الجواب.
السؤال الآخر الذي يستوقفني تكراراً هو لماذا خلق الله الإنسان؟ ما هي حاجة هذا القدوس القدير إلى الإنسان؟ يجيب الكتاب المقدس في الإصحاح الثالث والأربعين من سفر أشعياء العدد السابع " بكل من دعي باسمي ولمجدي خلقته وجبلته وصنعته" لمجده يقول الله انه خلقنا. وكلمة المجد تتضمن أولا معاني العظمة والفخر والعزة والرفعة وهذا يعني أن الله خلق الإنسان لأجل ذاته لأجل تعظيم اسمه ولأجل أن يكون في حياة الإنسان مفخرة لله ولأجل أن تتجلى عزته ورفعته التي هي فوق كل ما في السماوات وعلى الأرض.
أهذه هي إذا غاية حياة الإنسان وهذا هو هدف الله من إيجادنا؟ أليس محبةً بنا أوجدنا ولأجل مجد ذواتنا وتحقيق سعادتنا خلقنا؟ أخذني التأمل في هذا السؤال إلى التأمل في كيان العائلة الأرضية. لماذا يختار الرجل امرأة دون سواها ليرتبط بها مدى الحياة؟ هل لأنه احبها ووجد فيها كفاية لقلبه وعقله؟ أم لأنها حقاً افضل البشر جميعاً أو اجمل الجميلات أو اكثر النساء ملاءمةً؟ أيا يكن دافع الارتباط فان الطرفين أقدما على هذا الفعل كلاهما باحثاً عن سعادته في المقام الأول. فنحن لا نختار أشخاصا لمجرد إسعادهم، نحن نختار- وأيا تكن حسنات من اخترناهم- لأجل ذواتنا وسعادتنا. فنحن إما أن نحب إلى حد يصبح الآخر بمثابة الهواء الذي نتنفسه فلا نعود نقوى على العيش من دونه، أو أن نجد في الآخر شخصية تلائم احتياجاتنا في مسيرة الأيام أو نرى فيه الصفقة الأفضل فنرتبط. وفي كل الأحوال وحتى في أروع حالات الارتباط عندما يكون حبنا للآخر هو الدافع الوحيد فنحن نسعى في المقام الأول لتلبية حاجة شخصية. ومن ثم لماذا ينجب الناس أطفالا ولا سيما عندما يكون الإنجاب عملية مقصودة؟ عندما يقرر الرجل تأسيس عائلة ويسعى إلى إنجاب الأطفال فهو لا يفعل حباً بالطفل نفسه في المقام الأول. فهذا الأب لم ير بعد وجهاً لطفله ولا أحس بنبضه ولا عرف جنسه ولا لونه ولا شكله وإنما كل ما يعرفه هو أن هذا الطفل هو مشروع سعادة وهناء ومن غيره أيا يكن حال العائلة فهي مؤسسة مملة ملل الحقل اليابس الذي لا لون فيه ولا أريج. إذا كأباء نحن ننجب الأطفال لنكمل هناء مملكتنا العائلية. ولكن كل الموازين تنقلب رأساً على عقب ما أن يأتي هذا الطفل. تصبح سعادة الأب القصوى هي سعادة أبنائه. و كل ما في حياته يصبح في خدمة أبنائه وقته، جهده، وماله. ويصبح شغل الأب الشاغل هو السهر على أن لا يسلك أبناؤه أي طريق تؤدي نحو الهلاك. وهو دون تردد على استعداد مطلق لبذل ذاته لأجل أبنائه. أليس هكذا احب الله خليقته؟ يوحنا 3 : 16 "لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". لقد بذل الله في أقنوم الابن يسوع المسيح نفسه لأجل كل من اختاروا أن يدعوه أبا. وإذ نحن بعد بشر أرضيين اختبرنا جسد الخطيئة وضعفاتها يعيبنا ويهيننا أن يقدِم أولادنا على أي تصرف يسيء إلى عزتنا ورفعتنا ومقامنا كم بالحري يليق بالله القدوس الذي لا دنس فيه والذي خلق الإنسان على صورته أن لا يقبل أن يكون في حياة الإنسان ما هو مهين لمجده؟
لقد خلقنا الله لأجل مجده نعم ولكنه يريدنا شركاء في هذا المجد وارثين معه. ألا تعلمنا كلمة الله "فان كنتم وانتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحرى أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه." ليس فقط خيرات الأرض وإنما أيضا مجد السماء. "لان كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله... الروح نفسه أيضا يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فان كنا أولادا فإننا ورثة أيضا ورثة الله ووارثون مع المسيح. إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه". رومية 8 : 14- 17
م.ف: أرام مرزه
ربما وحدهم الأطفال يسألون من خلق الله؟ ومن أين أتى؟ وأين كان قبل أن يكون؟ وربما الكبار يفكرون بكل هذا ولكنهم لا يسألون. لكن الكبار والصغار في هذه الاسئلة سيان، كلاهما في مرحلة معينة يقبل واقع انه لا يمكننا ابداً ان نكبر الى الحد المطلوب لفهم الجواب حين يوجد الجواب.
السؤال الآخر الذي يستوقفني تكراراً هو لماذا خلق الله الإنسان؟ ما هي حاجة هذا القدوس القدير إلى الإنسان؟ يجيب الكتاب المقدس في الإصحاح الثالث والأربعين من سفر أشعياء العدد السابع " بكل من دعي باسمي ولمجدي خلقته وجبلته وصنعته" لمجده يقول الله انه خلقنا. وكلمة المجد تتضمن أولا معاني العظمة والفخر والعزة والرفعة وهذا يعني أن الله خلق الإنسان لأجل ذاته لأجل تعظيم اسمه ولأجل أن يكون في حياة الإنسان مفخرة لله ولأجل أن تتجلى عزته ورفعته التي هي فوق كل ما في السماوات وعلى الأرض.
أهذه هي إذا غاية حياة الإنسان وهذا هو هدف الله من إيجادنا؟ أليس محبةً بنا أوجدنا ولأجل مجد ذواتنا وتحقيق سعادتنا خلقنا؟ أخذني التأمل في هذا السؤال إلى التأمل في كيان العائلة الأرضية. لماذا يختار الرجل امرأة دون سواها ليرتبط بها مدى الحياة؟ هل لأنه احبها ووجد فيها كفاية لقلبه وعقله؟ أم لأنها حقاً افضل البشر جميعاً أو اجمل الجميلات أو اكثر النساء ملاءمةً؟ أيا يكن دافع الارتباط فان الطرفين أقدما على هذا الفعل كلاهما باحثاً عن سعادته في المقام الأول. فنحن لا نختار أشخاصا لمجرد إسعادهم، نحن نختار- وأيا تكن حسنات من اخترناهم- لأجل ذواتنا وسعادتنا. فنحن إما أن نحب إلى حد يصبح الآخر بمثابة الهواء الذي نتنفسه فلا نعود نقوى على العيش من دونه، أو أن نجد في الآخر شخصية تلائم احتياجاتنا في مسيرة الأيام أو نرى فيه الصفقة الأفضل فنرتبط. وفي كل الأحوال وحتى في أروع حالات الارتباط عندما يكون حبنا للآخر هو الدافع الوحيد فنحن نسعى في المقام الأول لتلبية حاجة شخصية. ومن ثم لماذا ينجب الناس أطفالا ولا سيما عندما يكون الإنجاب عملية مقصودة؟ عندما يقرر الرجل تأسيس عائلة ويسعى إلى إنجاب الأطفال فهو لا يفعل حباً بالطفل نفسه في المقام الأول. فهذا الأب لم ير بعد وجهاً لطفله ولا أحس بنبضه ولا عرف جنسه ولا لونه ولا شكله وإنما كل ما يعرفه هو أن هذا الطفل هو مشروع سعادة وهناء ومن غيره أيا يكن حال العائلة فهي مؤسسة مملة ملل الحقل اليابس الذي لا لون فيه ولا أريج. إذا كأباء نحن ننجب الأطفال لنكمل هناء مملكتنا العائلية. ولكن كل الموازين تنقلب رأساً على عقب ما أن يأتي هذا الطفل. تصبح سعادة الأب القصوى هي سعادة أبنائه. و كل ما في حياته يصبح في خدمة أبنائه وقته، جهده، وماله. ويصبح شغل الأب الشاغل هو السهر على أن لا يسلك أبناؤه أي طريق تؤدي نحو الهلاك. وهو دون تردد على استعداد مطلق لبذل ذاته لأجل أبنائه. أليس هكذا احب الله خليقته؟ يوحنا 3 : 16 "لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". لقد بذل الله في أقنوم الابن يسوع المسيح نفسه لأجل كل من اختاروا أن يدعوه أبا. وإذ نحن بعد بشر أرضيين اختبرنا جسد الخطيئة وضعفاتها يعيبنا ويهيننا أن يقدِم أولادنا على أي تصرف يسيء إلى عزتنا ورفعتنا ومقامنا كم بالحري يليق بالله القدوس الذي لا دنس فيه والذي خلق الإنسان على صورته أن لا يقبل أن يكون في حياة الإنسان ما هو مهين لمجده؟
لقد خلقنا الله لأجل مجده نعم ولكنه يريدنا شركاء في هذا المجد وارثين معه. ألا تعلمنا كلمة الله "فان كنتم وانتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحرى أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه." ليس فقط خيرات الأرض وإنما أيضا مجد السماء. "لان كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله... الروح نفسه أيضا يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فان كنا أولادا فإننا ورثة أيضا ورثة الله ووارثون مع المسيح. إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه". رومية 8 : 14- 17
م.ف: أرام مرزه
ارام- عدد الرسائل : 6
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 24/04/2008
رد: محبة الاَب
تتحفنا كل مرة بكلماتك الذهبية
مشكور جدا على الموضوع الجميل الذي يتناول تساؤلات كثيرة في حياتنا اليومية
مشكور جدا على الموضوع الجميل الذي يتناول تساؤلات كثيرة في حياتنا اليومية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى