اهلا وسهلا بكم في منتدى shibla
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حيث جرت الدماء لا تنمو شجرة النسيان

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

حيث جرت الدماء لا تنمو شجرة النسيان Empty حيث جرت الدماء لا تنمو شجرة النسيان

مُساهمة من طرف كبرئيل السرياني الأربعاء أبريل 23, 2008 10:55 pm

حيث جرت الدماء
لا تنمو شجرة النسيان

تعرفت عليه منذ ثلاثة سنوات مضت و لكنها كانت معرفة سطحية اقتصرت على الكلام الفارغ و بعض النكت السخيفة و كان ذلك أيام الشهادة الثانوية إلى أن أُعلنت النتائج و تمكن الاثنان من الالتحاق بالجامعة و التقى الاثنان بنفس الكلية و لكن باختصاصين مختلفين .و في بداية لقائهما عادت مرة أخرى تلك الأحاديث الفارغة و النكت السخيفة و مع مرور الزمن و مداومة الالتقاء بدأت تلك الأحاديث و المواقف تتخذ منحىً أخر أكثر جدية ,و قد شعرا بحاجة وجودهما مع بعضهما البعض و خاصة أنهما لم يرغبا بالاختلاط أو التعرف على الغرباء في هذه المدينة الغريبة.و في أحد الأيام كانت جالسة في الكلية وحيدة حزينة مهمومة و عندما رآها تقدم نحوها و بعد السلام و التحية لاحظ أنها تخفي شيئاً ما وراء عيونها فاستفسرها عن ذلك و هنا ابتدأت المسرحية التراجيدية وفجأة شعرت أنها بحاجة إلى الكلام,إلى الإفراغ,إلى الاحتماء.... و سردت همومها و معاناتها واضعةً ثقتها به وقام هو بفن الإصغاء إلى أن آتَ دوره هو أيضاً و فتح جروحه و عرض مشاكله من مبدأ ( مافي حدا أحسن من حدا) و بسبب الحالة التي كانوا يعيشونها( حالة الفراغ ) فقد لاحظا أنهما بحاجة ماسة إلى ذلك الصندوق الصغير الذي يستطيعوا أن يحفظوا فيه جميع أسرارهم و معاناتهم و طموحاتهم و رغباتهم....و شيئاً فشيء بدأت العلاقة تتعمق!!و بدأت الاتصالات و المواعيد للنزول للكلية( لا لحضور المحاضرات بل لشرائها فقط) و الغذاء كان يتم في الكلية و الرجوع إلى البيت كان مشياً على الأقدام و خلال ذلك كله لم تتوقف الأحاديث و استمرت العلاقة تتجه نحو العمق و في فترة قياسية استطاعوا أن يتحدثوا عن كل شيء يهمهما في مختلف المواضيع الاجتماعية,الأخلاقية,
العاطفية,القومية, الدينية....بالإضافة للمشاريع المستقبلية الخاصة بكل منهما....
و يستمر العمق! و بعد تلك الأحاديث و الأسرار شعرا كلاهما بالسعادة لوجوده إلى جانب الأخر أو بالأحرى لوجود هذا الأخر لجانبه.هذا الأخر الذي يهتم به و يسأل عنه ويسعى لاستغلال أكثر الوقت ليكون بصحبته ويستمر العمق!!و تنشئ الثقة بينهما وهي ما يسمونه بالثقة الخطيرة و يصارح كل منهما الآخر بماضيه و علاقاته العاطفية و غيرها و يجد كلاهما أنهما منسجمان- بكل معنى الكلمة أو بكل ما في الكلمة من معنى- بكل شيء, بطريقة التفكير و النظر للمواضيع...و يستمر العمق!! و لكن لحظة!! حتى الآن لم يتفقا على صيغة علاقتهما؟ما هي نوع علاقتهما القوية هذه؟هل هي صداقة أم حب...؟ فبعد أن تطورت علاقتهما إلى هذا الحد و بعد أن تمكنا من الاستفادة من خبرات بعضهما البعض و تمكنا من التعرف على نفسية الجنس الأخر و طريقة تفكيره و ميوله...و يطول الحديث عن تلك العلاقة البريئة الصادقة التي يحلم بها كل إنسان في مختلف العصور و مختلف الأماكن...ولم يتطلب الأمر الكثير من الجرأة لفتح هذا الموضوع ذلك أنهما كانا قد تحدثا سابقاً بموضوع الحب و الارتباط و الزواج.. و عرض كل منهما وقتذاك مواصفات و مزايا الشخص المطلوب للارتباط و بذلك كانا يعلمان سابقاً أنهما لا يستطيعا الارتباط بعلاقة غرامية لعدم مطابقة بعض الإحداثيات المطلوبة لأحدهما الأخر الشكلية الثانوية و الأهم لإحساسهم الداخلي لأن تكون علاقتهما أخوية لا غير. وهكذا و في نهاية الجلسة قرر كِلاهما أن يصيغا علاقتهما على أساس(الصداقة الأخوية) ووقع كِلا الطرفين على القرار الصادر عن الجلسة متعهدين بالتزام كل طرف بمضمون القرار وبدأ ينادون بعضهما : (أخي وأختي).. و بذلك و باتضاح براءة النية ازداد اهتمامها به و بعد أن حصلت منه على صك الثقة صارحته و كاشفته بمواضيع تتطلب جراءة أكثر من المواضيع السابقة و كانت مسرورة و تشعر بالحماسة عندما تكون معه لكن مثل هذه التصرفات جعلته يشك بسبب هذا الاهتمام الزائد و دفعه هذا الشك لفتح موضع صيغة علاقتهما و القرار الذي اتفقا عليه سابقاً فيما إذا طرأ عليه أي تغيير جديد فأكدت له أنها لا تشعر نحوه بأي شيء سوى مشاعر الأخوة فتظاهر بأنه أقتنع أما هي فلم تشك به أبداً بل على العكس تماماً فقد كان اهتمامها يزداد يوماً بعد يوم و للآسف جعله ذلك يشك مرة أخرى و عاد و فتح معها الموضوع و لكن بسؤالٍ ملغوم قائلاً لها :
-" هل سبق و كنتِ على علاقة أخوية مع شخص ما ثم و لشدة ارتباطك و إعجابك به أردت أن تطوري علاقتكما إلى علاقة حب غرامية؟"
فشعرت بخبث السؤال و لكنها أحبت أن تلعب معه نفس اللعبة بنفس القوانين فأجابت كاذبةً :
" نعم لقد حدث ذلك و لكنني أردت أن يصارحني هو أولاً و يطلب مني ذلك"
فشجعته لكي يصارحها بما يقصده من ذلك السؤال بعد إلحاح شديد. فعرض عليها شكوكه من مواقف معينة كانت قد تصرفاتها هي مما جعله يشك مرة أخرى فقامت بالدفاع عن تصرفاتها البريئة و سألته سؤال أفحمته به :
" فسر لي لماذا قلت لك ذات يوم أن نهرين معجبةُ بك و هي تناسبك و تحاول دائما أن تلفت انتباهك فهل تستطيع تفسير سبب تشجيعي لك لتطور علاقتك معها إلى حب!؟"
انسحبت بعد ذلك منزعجة و التقيا ثاني يوم في الكلية و قبل أن يهم بالانصراف استوقفته لتصفي حساباتها معه و عادوا لفتح الأرشيف و نظروا في صيغة علاقتهما و لا جديد تحت الشمس و عادوا ليقولوا أن علاقتهما هي علاقة أخوية و بالنسبة لها ظنت أنها أنهت شكوكه و لكنه و للآسف الشديد ازداد شكاً فذات يوم أرسلت إليه رسالة بالهاتف قائلة :
" سأكتب صداقتنا على جدار الزمن إن عشنا عشنا معاً و إن متنا تقاسمنا الكفن"
عرض الرسالة على أخيه الأكبر ففسرها بطريقة تزيد من شكوكه الخاطئة ولم يلتفت أبداً للصبغة البريئة المصبوغة بها الرسالة,و اقتنع الطفل الصغير ذا العقل الصغير بذلك التفسير الكبير و منذ ذلك الوقت ابتدأ بالتهرب منها و عدم الرد على اتصالاتها و تجاهلها و لاحظت هي بدورها كيف تغير وبدأت تشعر أنها مُهملة من قِبله و لم تعد قادرة على احتمال ذلك فأتى اليوم الموعود و كان يوماً ممطراً طلبت منه الحديث على انفراد أمام شارع كليتهما عن سبب كل تلك التصرفات و إذ بها تكتشف أنه لا يزال يشك بمشاعرها تجاهه و إذ به يطلب منها أن تنسى كل ما حدث بينهما و تعامله بشكل رسمي كما تعامل أي شخص آخر و حاول بشكل لائق أن يصرح لها أنها فتاة مثقفة طيبة القلب و رقيقة استفاد منها الكثير و استمتع معها و تمنى لو أن كل الفتيات يحملون نفس صفاتها و شخصياته ولكن
"وما لميتٍ بجُرحٍ إيلامُ"
و بهذه الطريقة أنهى علاقته معها و شعرت كأن سهاماً اخترقت قلبها ذلك القلب الضعيف الرقيق و أدركت حينها و تحت ذلك المطر أن العمق الذي تحدثت عنه كان انحداراً نحو الهاوية و ها هي وحيدة حزينة في تلك الهاوية تسمع أغنية ماجدة الرومي" كن صديقي
": كم جميلٌ لو بقينا أصدقاء......"
ثم تسمع ميادة بسيليس" كذبك حلو ":
بتزكر شو مشينا, مشينا و حكينا تارينا ارجعنا متل ما بدينا...."
وحانت لحظة القرار!هل تستطيع مسامحته عن كل الحماقات التي ارتكبها؟ عن كل الدمار الذي خلفهُ أمامها؟ عن كل الغبار الذي أثارهُ حولها؟ فشعرت حينها أنها قادرة على المسامحة و لكنها غير قادرة على النسيان ؟ فكتبت رسالة إليه لكنها لم ترسلها تقول فيها:
.....إلى أخي... يا سيفاً أسالَ دمي
يا قصــةً لســت أدري ؟؟؟!.. ما اسميها
.......يا أخي, حاول أن تساعدني
.فإن مـن بدأ المأســاة ...........يُنهيها
و إن من فتح الأبواب .......... يُغلقها
و من أشعل النـــيران .......... يُطفيها
عد يا أخي كما أنتَ صحواً كنت أم مطراً
أهكذا مقدر أن تنتهي مسرحيتنا؟ يا أخي
الذي مازال يقتل أحلامي .... ولا يُحييها
أما بالنسبة للأمور التي طلبت مني أن أنسـاها
........فلست أنا............. بناسيها
ذلك أن شعاري و مثلي في الحياة هو :
......حيث جرت الدماء لا تنمو
............شجرة النسيان.

........المنتظرةالمخلصة
.................أختك

بقلم : كبرئيل السرياني
"بإنتظار رأيكم بالقصة من ناحية الفكرة.. الأسلوب ...والتأثير..."
كبرئيل السرياني
كبرئيل السرياني
مشرف منتدى
مشرف منتدى

عدد الرسائل : 2
تاريخ التسجيل : 23/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حيث جرت الدماء لا تنمو شجرة النسيان Empty رد: حيث جرت الدماء لا تنمو شجرة النسيان

مُساهمة من طرف shebla الخميس أبريل 24, 2008 3:29 pm

لا ادري ماذي حصل لي عندما قرات كلماتك لديك بالفعل اسلوب رائع جدا فيا كتابة يجذب اقارى ويحببه لمعرفة المزيد

تعرف كيف تبدا وكيف تنتهي
لنا الشرف بوجود شخص مثلك في المنتدى تقبل مني تحياتي
يعطيك العاية ونتتظر منك المزيد
shebla
shebla
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 315
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 23/04/2008

https://shibla.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى