تشي جيفارا.. القائد والأسطورة
صفحة 1 من اصل 1
تشي جيفارا.. القائد والأسطورة
اسمه "إرنستو جيفارا دِلا سيرنا" وشهرته هي "تشي جيفارا" .. جيفارا لم يكن مجرد شخص عادي، كان ثائر، رافض للظلم ، رافض للطغيان .. جيفارا رمز يستحق إن نتكلم عنه حتى بعد موته بأكثر من واحد و أربعين سنة ..
جيفارا ولد في 14/6/1928 في روزاريو (الأرجنتين)، و أصيب بالربو منذ طفولته ولازمه المرض طوال حياته فلم يلتحق بالخدمة العسكرية .. غادر الأرجنتين في رحلة عبر أمريكا اللاتينية عام 1951، و قد لاحظ خلالها بؤس الفلاحين الهنود. كما تبين استغلال العمال في مناجم النحاس بشيلي والتي تملكها شركات أمريكية.
بعد أن حصل جيفارا على شهادته ، فقد أتم إرنيستو بنجاح دراساته الطبية. و بسرعة جعلته صلته بأكثر الناس فقرا وحرمانا، غادر من جديد الأرجنتين نحو رحلة جديدة عبر أمريكا اللاتينية في عام 1953 مر خلالها ببوليفيا والبيرو، مرورا ببنما وبلدان أخرى، ناقش خلالها مع منفيين سياسيين يساريين بعض الأفكار الشيوعية ، و كان من نتيجة مناقشاته هذه أنه اعتبر نفسه شيوعيا. و قرر عدم الاكتفاء بدور المتفرج .. بل الثورة ..
غواتيمالا
في العام 1954 توقف في غواتيمالا التي كانت تشهد غليانا ديمقراطيا في ظل حكومة جاكوب أربنز. وشارك تشي في مقاومة الانقلاب العسكري الذي دبرته المخابرات الأمريكية والذي انهى الإصلاحات الزراعية التي قام بها أربنز، و على الرغم من نجاح الانقلاب إلا إن جيفارا تعلم من هذه الخطوة أهمية أن تكون لديه قوة حتى يستطيع الثورة ..
المكسيك
فذهب إلى المكسيك. وهناك تعرف في يوليو 1955 على فيديل كاسترو الذي جنده طبيبا في البعثة التي ستحرر كوبا من ديكتاتورية باتيستا. وفي حزيران/ يونيو 1956 سجن تشي في المكسيك مع فيدل كاسترو ومجموعة متمردين كوبيين. واطلق سراحهم بعد شهرين
كوبا
في 1959 اكتسح رجال حرب العصابات هافانا (عاصمة كوبا ) برئاسة فيدل كاسترو واسقطوا الديكتاتورية العسكرية لباتيستا. هذا برغم تسليح حكومة الولايات المتحدة وتمويلها لباتيستا ولعملاء الـ CIA داخل جيش عصابات كاسترو. تولى جيفارا بعد استقرار الحكومة الثورية الجديدة –وعلى رأسها فيدل كاسترو- على التوالي، وأحيانا في نفس الوقت المناصب التالية:
- سفير منتدب إلى الهيئات الدولية الكبرى (على رأسها الأمم المتحدة).
- منظم الميليشيا.
- رئيس البنك المركزي.
-مسئول التخطيط.
- وزير الصناعة.
لم يرتح جيفارا للحياة السياسية فاختفى، و أرسل في أكتوبر 1965 هذه الرسالة لفيدل كاسترو:
"أشعر أني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك، وأستودع الرفاق، وأستودع شعبك الذي أصبح شعبي. أتقدم رسميا باستقالتي من قيادة الحزب، ومن منصبي كوزير، ومن رتبة القائد، ومن جنسيتي الكوبية، لم يعد يربطني شيء قانوني بكوبا."
الكونغو
ذهب "تشي" لأفريقيا مسانداً للثورات التحررية، محارباً بجانب قائد ثورة الكونغو باتريس لومومبا، ولكن فشلت التجربة الأفريقية لأسباب عديدة، منها عدم تعاون رؤوس الثورة الأفارقة، واختلاف المناخ واللغة، وانتهى الأمر بالـ"تشي" في أحد المستشفيات في براغ للنقاهة، وزاره كاسترو بنفسه ليرجوه العودة .
بوليفيا
لم يكن مشروع "تشي" خلق حركة مسلحة بوليفية، بل التحضير لرص صفوف الحركات التحررية في أمريكا اللاتينية لمجابهة النزعة الأمريكية المستغلة لثروات دول القارة. منذ بداية عام 1967 وجد جيفارا نفسه مع مقاتليه العشرين، وحيداً يواجه وحدات الجيش المدججة بالسلاح بقيادة السي أي إيه في براري بوليفيا الاستوائية. أراد جيفارا أن يمضي بعض الوقت في حشد القوى والعمل على تجنيد الفلاحين والهنود الحمر من حوله، ولكنه أجبر على خوض المعارك مبكراً.
اغتياله
ألقي القبض على اثنين من مراسلي الثوار، فاعترفوا تحت قسوة التعذيب أن جيفارا هو قائد الثوار. فبدأت حينها مطاردة لشخص واحد.. قسم جيفارا قواته لتسريع تقدمها، ثم أمضوا بعد ذلك أربعة أشهر متفرقين عن بعضهم في الأدغال. إلى جانب ظروف الضعف والعزلة هذه، تعرض جيفارا إلى أزمات ربو حادة، مما ساهم في تسهيل البحث عنه ومطاردته
في يوم 8 تشرين الأول 1967 وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش البوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا المكونة من 16 فرداً، وقد ظل جيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كاملة. وقد استمر "تشي" في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم إصابته بجروح في ساقه إلى أن دُمّرت بندقيته (م-2) وضاع مخزن مسدسه وهو ما يفسر وقوعه في الأسر حياً. نُقل "تشي" إلى قرية "لاهيجيرا"، وبقي حياً لمدة 24 ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه. وفي مدرسة القرية نفذ ضابط الصف "ماريو تيران" تعليمات ضابطيه: "ميجيل أيوروا" و"أندريس سيلنيش" بإطلاق النار على "تشي".
دخل ماريو عليه متردداً فقال له "تشي": أطلق النار، لا تخف؛ إنك ببساطة ستقتل مجرد رجل"، لكنه تراجع، ثم عاد مرة أخرى بعد أن كرر الضابطان الأوامر له فأخذ يطلق الرصاص من أعلى إلى أسفل تحت الخصر حيث كانت الأوامر واضحة بعدم توجيه النيران إلى القلب أو الرأس حتى تطول فترة احتضاره، إلى أن قام رقيب ثمل بإطلاق رصاصه من مسدسه في الجانب الأيسر فأنهى حياته. وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو بمقبرته حتى لا تكون مزاراً للثوار من كل أنحاء العالم.
جيفارا ولد في 14/6/1928 في روزاريو (الأرجنتين)، و أصيب بالربو منذ طفولته ولازمه المرض طوال حياته فلم يلتحق بالخدمة العسكرية .. غادر الأرجنتين في رحلة عبر أمريكا اللاتينية عام 1951، و قد لاحظ خلالها بؤس الفلاحين الهنود. كما تبين استغلال العمال في مناجم النحاس بشيلي والتي تملكها شركات أمريكية.
بعد أن حصل جيفارا على شهادته ، فقد أتم إرنيستو بنجاح دراساته الطبية. و بسرعة جعلته صلته بأكثر الناس فقرا وحرمانا، غادر من جديد الأرجنتين نحو رحلة جديدة عبر أمريكا اللاتينية في عام 1953 مر خلالها ببوليفيا والبيرو، مرورا ببنما وبلدان أخرى، ناقش خلالها مع منفيين سياسيين يساريين بعض الأفكار الشيوعية ، و كان من نتيجة مناقشاته هذه أنه اعتبر نفسه شيوعيا. و قرر عدم الاكتفاء بدور المتفرج .. بل الثورة ..
غواتيمالا
في العام 1954 توقف في غواتيمالا التي كانت تشهد غليانا ديمقراطيا في ظل حكومة جاكوب أربنز. وشارك تشي في مقاومة الانقلاب العسكري الذي دبرته المخابرات الأمريكية والذي انهى الإصلاحات الزراعية التي قام بها أربنز، و على الرغم من نجاح الانقلاب إلا إن جيفارا تعلم من هذه الخطوة أهمية أن تكون لديه قوة حتى يستطيع الثورة ..
المكسيك
فذهب إلى المكسيك. وهناك تعرف في يوليو 1955 على فيديل كاسترو الذي جنده طبيبا في البعثة التي ستحرر كوبا من ديكتاتورية باتيستا. وفي حزيران/ يونيو 1956 سجن تشي في المكسيك مع فيدل كاسترو ومجموعة متمردين كوبيين. واطلق سراحهم بعد شهرين
كوبا
في 1959 اكتسح رجال حرب العصابات هافانا (عاصمة كوبا ) برئاسة فيدل كاسترو واسقطوا الديكتاتورية العسكرية لباتيستا. هذا برغم تسليح حكومة الولايات المتحدة وتمويلها لباتيستا ولعملاء الـ CIA داخل جيش عصابات كاسترو. تولى جيفارا بعد استقرار الحكومة الثورية الجديدة –وعلى رأسها فيدل كاسترو- على التوالي، وأحيانا في نفس الوقت المناصب التالية:
- سفير منتدب إلى الهيئات الدولية الكبرى (على رأسها الأمم المتحدة).
- منظم الميليشيا.
- رئيس البنك المركزي.
-مسئول التخطيط.
- وزير الصناعة.
لم يرتح جيفارا للحياة السياسية فاختفى، و أرسل في أكتوبر 1965 هذه الرسالة لفيدل كاسترو:
"أشعر أني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك، وأستودع الرفاق، وأستودع شعبك الذي أصبح شعبي. أتقدم رسميا باستقالتي من قيادة الحزب، ومن منصبي كوزير، ومن رتبة القائد، ومن جنسيتي الكوبية، لم يعد يربطني شيء قانوني بكوبا."
الكونغو
ذهب "تشي" لأفريقيا مسانداً للثورات التحررية، محارباً بجانب قائد ثورة الكونغو باتريس لومومبا، ولكن فشلت التجربة الأفريقية لأسباب عديدة، منها عدم تعاون رؤوس الثورة الأفارقة، واختلاف المناخ واللغة، وانتهى الأمر بالـ"تشي" في أحد المستشفيات في براغ للنقاهة، وزاره كاسترو بنفسه ليرجوه العودة .
بوليفيا
لم يكن مشروع "تشي" خلق حركة مسلحة بوليفية، بل التحضير لرص صفوف الحركات التحررية في أمريكا اللاتينية لمجابهة النزعة الأمريكية المستغلة لثروات دول القارة. منذ بداية عام 1967 وجد جيفارا نفسه مع مقاتليه العشرين، وحيداً يواجه وحدات الجيش المدججة بالسلاح بقيادة السي أي إيه في براري بوليفيا الاستوائية. أراد جيفارا أن يمضي بعض الوقت في حشد القوى والعمل على تجنيد الفلاحين والهنود الحمر من حوله، ولكنه أجبر على خوض المعارك مبكراً.
اغتياله
ألقي القبض على اثنين من مراسلي الثوار، فاعترفوا تحت قسوة التعذيب أن جيفارا هو قائد الثوار. فبدأت حينها مطاردة لشخص واحد.. قسم جيفارا قواته لتسريع تقدمها، ثم أمضوا بعد ذلك أربعة أشهر متفرقين عن بعضهم في الأدغال. إلى جانب ظروف الضعف والعزلة هذه، تعرض جيفارا إلى أزمات ربو حادة، مما ساهم في تسهيل البحث عنه ومطاردته
في يوم 8 تشرين الأول 1967 وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش البوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا المكونة من 16 فرداً، وقد ظل جيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كاملة. وقد استمر "تشي" في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم إصابته بجروح في ساقه إلى أن دُمّرت بندقيته (م-2) وضاع مخزن مسدسه وهو ما يفسر وقوعه في الأسر حياً. نُقل "تشي" إلى قرية "لاهيجيرا"، وبقي حياً لمدة 24 ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه. وفي مدرسة القرية نفذ ضابط الصف "ماريو تيران" تعليمات ضابطيه: "ميجيل أيوروا" و"أندريس سيلنيش" بإطلاق النار على "تشي".
دخل ماريو عليه متردداً فقال له "تشي": أطلق النار، لا تخف؛ إنك ببساطة ستقتل مجرد رجل"، لكنه تراجع، ثم عاد مرة أخرى بعد أن كرر الضابطان الأوامر له فأخذ يطلق الرصاص من أعلى إلى أسفل تحت الخصر حيث كانت الأوامر واضحة بعدم توجيه النيران إلى القلب أو الرأس حتى تطول فترة احتضاره، إلى أن قام رقيب ثمل بإطلاق رصاصه من مسدسه في الجانب الأيسر فأنهى حياته. وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو بمقبرته حتى لا تكون مزاراً للثوار من كل أنحاء العالم.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى