اهلا وسهلا بكم في منتدى shibla
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصلة المتينة بالهنا الحبيب

اذهب الى الأسفل

الصلة المتينة بالهنا الحبيب Empty الصلة المتينة بالهنا الحبيب

مُساهمة من طرف shebla الأربعاء أبريل 23, 2008 7:30 pm

الخلاص والصليب
وبهذا بين الله محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. (رو8:5).

عندما نأخذ هذه الاية ايها الاحباء يجول في خاطرنا موت الرب يسوع المسيح فداء عن البشرية كما هو معلوم لدى الجميع وإعادة الشركة المقطوعة بعد أن صالحنا مع الآب، كما يقول معلمنا بولس الرسول "أي أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم" (2كو19:5).
لقد ذاق رب المجد يسوع المسيح الموت لأجل كل واحد منا كما يقول بولس الرسول "ولكن الذي وضع قليلاً عن الملائكة يسوع نراه مكللاً بالمجد والكرامة من أجل ألم الموت لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد"(عب9:2). وبناء على ذلك أعاد الله للبشرية في المسيح يسوع كل البركات والامتيازات المجيدة التي فقدها آدم وحرم البشرية منها بسقوطه في التعدي. ولذلك قال معلمنا بولس الرسول: "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح" (أف3:1). فعندما نتأمل في الخلاص والصليب نحتاج أن نناقش بعض الجوانب الهامة: 1ـ عمل الرب يسوع المسيح الخلاصي على الصليب. 2ـ دور الإنسان للتمتع بخلاص الصليب. 3ـ موقف التائبين قبل إتمام الخلاص على الصليب.
1– عمل المسيح الخلاصي على الصليب:
على الصليب تتجلى عظمة الخلاص حيث صُلبَ رب المجد يسوع المسيح عوضاً عن البشرية كلها، التي سقطت بسبب خطية آدم الأول، عندما كسر وصية الله وأكل من شجرة معرفة الخير والشر بغواية الحية، فوقع في التعدي، واستحق حكم الموت الأبدي، وهكذا سرى هذا الحكم على جميع الناس "إذ أخطأ الجميع" (رو 5 :12). وانفصلت البشرية عن الله، إذ خرجت مع آدم من حضرة الرب.
ولكن الله في عمق محبته دبر خطته الفداء المجيد، "إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد" (رو 8: 3). وهكذا قدمه كفارة عن خطايانا، كما يقول معلمنا يوحنا الرسول: "هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا" (1يو 10 :4 ). وهذا ما تم بالفعل الرب يسوع وهذا هو الجانب الإلهي الذي هو بلا شك جانب جوهري واساسي في الخلاص، لقد قام الرب من جانبه بالكثير جداً بما يفوق الإدراك البشري ليحقق الخالص للانسان. فمن جانبه كان الحب هو الدافع الحقيقي للخالص، كما يتضح لنا من الكتاب المقدس حيث يقول الرب يسوع: هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية (يو 3: 16).
ومن جانبه أيضاً كانت الرحمة الإلهية إذ يقول الرب على لسان أرميا النبي: "ومحبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة." (أر 3 :31).
ويتجلى الجانب الإلهي إذ يبلغ قمة العطاء على عود الصليب بموت الرب يسوع المسيح عن الجميع فادياً ومخلصاً، فقد قال معلمنا بولس الرسول "إن كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع إذاً ماتوا." (2كو 14 :5). هذا الفداء المجيد الذي رآه أبونا إبراهيم وابتهج كما قال رب المجد يسوع: "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح." (يو 8: 56). نعم لقد رأى الفداء مرموزاً إليه في فداء ابنه إسحق عندما رفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكاً في الغابة بقرنيه، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضاً عن ابنه." (تك13: 22). واذ أكمل الرب يسوع خطة الفداء قال من فوق قمة الجلجثة: "قد أكمل." (يو19 :30).
بعد كل هذا لم يقف الجانب الإلهي عند هذا الحد، بل أرسل الله روحه القدوس إلى كنيسته جماعة وأفراداً ليتم عمل الخلاص في النفوس، فالروح القدس هو العامل في كل أسرار الكنيسة إذ ينقل إستحقاقات الفداء من خلال وسائط النعمة إلى المؤمنين. فالروح القدس يبكت الإنسان ليتوب حتى يتمتع بالخلاص لهذا يقول الرب يسوع المسيح: "ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة." (يو 8 :16). وهو الذي يرشد "وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق." (يو 13 :16). وهو أيضاً يجدد "بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تى5 :3) وهو الذي يلد المؤمنين في المعمودية "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله." (يو 5 :3) وهو أيضاً يقدس "لكن إغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم بإسم الرب يسوع وبروح إلهنا." (1كو 11 :6). وهو الذي يقوي "تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن." (أف16 :3)، كما أنه يثمر فضائل مباركة "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف." (غل22:5،23). وإلى النهاية سوف يعمل الروح القدس في المؤمنين حتى يقيم أجسادهم في اليوم الأخير "وإن روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكناً فيكم فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيى أجسادكم المائتة أيضاً بروحه الساكن فيكم." (رو 8: 11).
2ـ دور الانسان للتمتع بخلاص الصليب:
في الواقع إن نعمة الخلاص الموهوبة من الله مجاناً، لا يمكن أن يتمتع بها إنسان إن لم يستوف متطلبات قبولها. فمن تلك المتطلبات الإيمان بالمعمودية كما يتضح من قول الرب نفسه "مَن آمن واعتمد خلص ومَن لم يؤمن يدن." (مر16:16). منها أيضاً التوبة بالإضافة إلى الإيمان والمعمودية كما يتضح من قول معلمنا بطرس الرسول: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم ... لمغفرة الخطايا." (أع28:16). وهناك العديد من المتطلبات آلتي ينبغي أن يقوم بها الإنسان حتى يتمتع بنعمة الخلاص المجاني الذي يقدمه الرب لمَن يستوفى الشروط وطبعا الاثمان بالاعمال كما يقول القديس يعقوب في رسالته: (ولكن هل تريد ان تعلم ايها الانسان الباطل ان الايمان بدون اعمال ميت. ألم يتبرر ابراهيم ابونا بالاعمال اذ قدم اسحق ابنه على المذبح، فترى ان الايمان عمل مع اعماله وبالاعمال اكمل الايمان)(يع 2: 20 ـ 22) اذا ياأحبائي من جانبنا نحن ينبغي ان نقدم ايماناً حياً.....؟
3ـ موقف التائبين قبل اتمام الخلاص على الصليب:
الخلاص قبل مجيئ المسيح: مما لا شك فيه أنه لم يحصل أحد على الخلاص قبل إتمامه (بموت السيد المسيح على الصليب). لأنه بالصليب قد صار الفداء إذ يقول الكتاب: "وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة." (عب22:9). بناء عليه فإن جميع الآباء والأنبياء في العهد القديم، وجميع التائبين الذين تابوا في زمن وجود الرب يسوع على الأرض أي قبيل موته على الصليب لم ينالوا المواعيد (عب13:11). أي لم تتحقق لهم وعود الرب يسوع بالخلاص إلا بعد أن صُلب السيد المسيح، والوقع أن كل ما أخذوه إنما هو عربون الخلاص وغفران الخطايا، حتى يتم الفداء فينالوا الخلاص الفعلي. وبعد أن صُلب الرب السيد المسيح تمتع الأحياء ببركة الخلاص، أما الذين إنتقلوا من هذا العالم فقد ذهب إليهم في الجحيم وبشرهم بإتمام الخلاص ونقلهم إلى الفردوس. وهذا ما وضحه بطرس الرسول بقوله: "فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الأثمة لكي يقربنا إلى الله مماتاً في الجسد ولكن محيى في الروح. الذي فيه أيضاً ذهب فكرز للأرواح التي في السجن" (1بط 3: 18 ـ 19).
فبناء على ذلك يكون زكا العشار (لو9:19) والمرأة الخاطئة (لو50:7) والمفلوج (مت2:9) قد حصلوا على عربون ووعد بالخلاص من فم الرب يسوع المسيح، وقد تم خلاصهم بعد سفك دم المسيح على الصليب غفراناً لخطاياهم وخلاصاً لأنفسهم.

استنتاجاً من هذا نضع أمامنا قاعدة لاهوتية ... وهي: (لم ينل أحد الخلاص قبل صلب المسيح، حتى الأباء والأنبياء ... وكل مغفرة قبل الصليب هي وعد بالمغفرة، أو صك بالمغفرة. وقد تم نوال هذه المغفرة لما مات المسيح على الصليب). (كتاب بدعة الخلاص في لحظة للبابا شنودة ص 155)
خلاصة القول مما سبق ان السيد المسيح قد أكمل الخلاص بموته كفارة عن خطايانا وعلى الانسان لكي يتمتع بخلاص الصليب أن يستوفي المتطلبات اللازمة من الايمان والمعمودية والاعمال وغيرها...... وان التائبين الذين عاشو قبل الصليب لم ينالو الخلاص الفعلي إلا بعد موت السيد المسيح واتمامه الخلاص.
يتبع...............


بقلم الشماس جون مقصو
shebla
shebla
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 315
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 23/04/2008

https://shibla.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى