صراع الحضرات هل هو حقيقة ام خيال

من طرف **shebla** الأحد أغسطس 24, 2008 2:12 am

صراع الحضرات هل هو حقيقة ام خيال

إن فكرة صراع الحضارات فكرة قائمة منذ الازل حيث نراها من الناحية الدينية والجتماعية والسياسية وغيرها.... ولكن التكلم في هذا الخصوص جاء في السنوات المتأخرة جليا تقريبا من سبعينيات هذا القرن.
سأتكلم أولا في المجال الاجتماعي ثم الديني ومن ثم السياسي حسب ما يستوعبه عقلي من الاول والثالث .
من الناحية الاجتماعية:
قد اعتمدت في أساسها على الزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من مكونات الطبيعة الإنسانية وعلى هذه المعطيات بنيت الحضارة الإنسانية. فصراع الحضارات هو صورة من التحاور بين الثقافات نتيجة لتعددها بمعني أن الحضارة الإنسانية مرٌت بخمس مراحل أو أنظمة كانت هي المهيمنة علي فكرة وأيدلوجيته الحاكمة له والمكون الرئيسي لتاريخه وثقافته علي مختلف العصورمما أدى في النهاية إلي صراع رهيب وصل لأقصي درجات الاستبداد والطغيان الإنساني وأتذكر بهذا
النظام الأول هو الذي اكتشف فيه الإنسان الزراعة وقامت عليه الإمبراطوريات الزراعية الكبيرة التي كانت حول البحر الأبيض مصر، اليونان، الرومان، هذه كلها إمبراطوريات تصارعت في إطار نظام واحد هو صراع الإمبراطوريات القديمة، النظام العالمي الأول نشأ فيه الأباطرة والأكاسرة والفراعنة.. الخ
لكنه في النظام العالمي الثاني كان هذا الاستبداد والطغيان الإنساني قد زاد فحدث ما يمكن أن نسميه النظام العالمي القائم على أديان وبجانب الرسائل السماوية أقاموا النظام، هذه الأديان كلها أنشأت دولاً، وصرا عات، بل وأنشأت إمبراطوريات وهذا كان النظام العالمي الثاني.
النظام العالمي الثالث هو الذي قام في واقع الأمر على حركة التجارة، التجارة العالمية أنشأت فوائض أموال وأنشأت ثروات وفتحت اكتشافات جغرافية واكتشفت قارات وحققت أشياء كثيرة، وذلك نظام عالمي ظهرت فيه المطبعة، والخريطة، والبوصلة...
النظام العالم الرابع النظام الثالث كان العامل المحرك والناتج ل"عصر الثورات" ، فيه بدأت المستعمرات الأمريكية في الظهور لما ما لدي أمريكا الجنوبية فائضاً من الثروات، ويبدأ عصر جديد من التحرر وفى هذا العصر قامت ثورات إنسانية كبيرة من أول ثورة الاستقلال في أمريكا والثورة الفرنسية الكبرى وانتهاء عصر البارمون وقدوم نابليون وتفكك الإمبراطوريات الأوربية القديمة...
النظام العالمي الخامس والأخير: وهو عصر الإمبراطوريات الصناعية الكبرى التي انتقلت من البخار وانتقلت من اكتشاف طاقة الكهرباء إلى الطاقة النووية...وفيه نشأ العصر الرأسمالية والليبرالية الذي تغير تغيراً كبيراً بالاحتكارات... والبترول كطاقة بعد البخار وظهرت عندها الكهرباء، والتليفون... وثمة نظام عالمي قادم... لكنه لا يزال في طور التكوين فلا أحد يعلم مكان نشأته بالتحديد لكنه يلوح بقدومه.
لقد قرأت لابن العبري مرة على موضوع المحبة كتب فيها تقريبا على نفس الموضوع كيفية التعايش من بين الامم وكيف ان الله وزع الثروات من حيث ان دولة لها زراعة ودولة لها صناعة ودولة لها طبيعة جميلة وإلخ فيصبح التبادل التجاري الصناعي والثقافي أيضا وهنا تكون المحبة والألفة والتفاق وتقارب في الثقافات وغيرها..... كتاب ابن العبري.
من الناحية الدينية :
ان كان من الناحية الاجتماعي نراه تطورا في اعين البعض ولكن ظلما واستبدادا في نضر الآخرين ولا نتطرق لقول ابن العبري لانها نظرة محبة
ولكن من الناحية الدينية نرى صراع الحضارات قائم مثل الناجية الاجتماعية قد اعتمدت في أساسها على المقومات الفكرية والفلسفية والمحرمات وغيرها من مكونات وعلى هذه المعطيات بنيت الحضارة الدينية. فصراع الحضارات من الناحية الدينية موجود نراه في الآلها القديمة المتصارعة وقد مرٌت بمراحل أو أنظمة كانت هي المهيمنة علي فكرة و الحاكمة له والمكون لثقافته علي مختلف العصورمما أدى في النهاية إلي صراع، (لا يرى البعض كلامي مأخذا علي بأن هذا الانسان ملحد أو يؤل هذا الكلام أنا اتكلم بطريقة علمية بحته كقارئ في التاريخ)
النظام الاول: منذ تكوين العالم بدء الانسان في العيش كمجتعات احتاجت في تكوينها الاجتماعي لأنظمة تحكمها مدنيا ودينياً. والحكم الديني على مختلف اديانهم كان هو الحضارة بحد ذاته متحكم بالحكم المدني أيضا في البدء حتى اليوم ان كان قائدا حاكما امبراطورا لابد له من المباركة الدينية وهذا من ولد الصراع في الكتاب المقدس نذكر قصة سقوط الشيطان كان ظرب من ضروب الصراع على السلطة ونرى قصة أدم وحواء وبلوغ الالوهية في ظنهم اذا أكلو من الشجرة .
النظام الثاني: بدء منذ ان قتل الاخ آخاه ونراه جليا في قصة قايين وهابيل والمنافسة بين خلق الله على ارضاء الله في اعمالهم وتقديم الذبائح حتى تبلور الفكر واصبح تقديم الذبائح وكان ممهدا الى الامرحلة الثالثة.
النظام الثالث:يتبلور هذا الفكر في ما بعد الطوفان (الطوفان مذكور في الاساطير القديمة وفي الكتاب المقدس) نرى صراعات الدينية قائمة بين الألهة (جوبيتر ،إله الشمس رع، ايزيس، أبولو إله الجمال، إلخ....) وإله ابراهيم الذي دعاه إلى ارض كنعان ، ونرى كيف ان الصراعات اصبحت ذا نزعة دينية وان الشعب يجب ان يقدم البخور والطاعة للآلهة. ونرى في الكتاب المقدس دانيال ورفاقه كيف انهم رميو في جب الأسود لعدم سجدهم لآلهة الأشورين.ومن هنا بدء التحضير للمرحلة الرابعة
النظام الرابع: بدء في هذه المرحلة قيام الدولة في الحرب من اجل الدين وهذا بدا جلياً في الحروب اليهودية والسيطرة على فلسطين ومن بعدهم الرومان والفرس وهكذا اصبح التصارع الديني على المستوى الدولي.
النظام الخامس:بدء في مجيئ الاقنوم الثاني من الثالوث الإله المتجسد السيد يسوع المسيح ابن الله الحي
يبدء الصراع عند التلاميذ عند تمميز التلاميذ وخيانة التلميذ وغيرها من الاحداث ومن ثم نرى قيام الكنيسة الواحدة وتكوينها حتى القرن الثالث وانقسام في الكراسي والسلطات والتقسيمات الجارية وبعد ذلك هيمنت بعض الكنائس على الآخر وهيمنت بعض الشخصيات في العصور الوسطى (دينية ودنيوية) على مجرى الحكم في الكنيسة وبدء ابتلاع بعضها البعض حتى اصبح مثلما يسمى ( اندماج الشركات) حتى تستطيع مواجهة الكنائس الثانية (هذا الواقع الذي نشهده اليوم) طبعا هذا لسبب بعدهم عن ماهية الله وتعليمه والتقوقع لتسمية ما او تعليم وهذا الشيء حاصل عند الاسلام بشكل واضح وجلي أكثر.

من الناحية السياسية:
لست مخدرما من الناحية السياسية ولكن سوف اتكلم بموجز حسب ما يتسنا لي. تعتمد السياسة على الحنكة والمراوغة فهي العصب في كل دولة ونرى من خلالها الاستقرار والرفاهية أو الحروب والويلات، فمنها كما قلنا سابقا من يراها مستقيمة وحكمية ومدافعة ومنها من يراها مقمعة ودكتاتورية وغير ذلك. كل واحد حسب انتمائه ونظرته. وهكذا نستطيع ان نقول ان السياسة بالدرجة الاولة ترتكزعلى محور اساسي وهو اشكال التطور الاقتصادي السائدة تختلف من حضارة إلى أخرى وهي تكون ملازمة لما ذكرناه قبل قليل من الناحية الاجتماعية فهما خطان لا ينفصلان لا تستطيع تفريق الناحية السياسية من الناحية الاجتماعية فالسياسية ملازمة للثروات الباطنية والتجارة والصناعة والبترول. وكما ذكرت آنفا ان هناك نظام جديد ملوحا بقدومه هذا النظام لابد ان يحتكم أو يستند على سياسة تحتضنه.

بقلم جون مقصو.............